تخطى إلى المحتوى

تحــــقيق عن إغتيـــــال وســـــام الحسن

23 أكتوبر 2012

منذ إغتيـــــال العميد وسام الحسن في 19 تشرين أﻷول 2012 سارع بعض السياسيين من قوى 8 آذار إلى إتهام الموساد اﻹسرائيلي في التفجير الذي إستهدف رئيس شعبة المعلومات وإستندوا بهذا الإتهام إلى الدور الذي قام به وسام الحسن في توقيف ما يسمى بالعملاء، بينما قوى 14 آذار صارت تروج لملف شبكات العملاء على أنه من الإنجازات الأمنية التي قام بها وسام الحسن وصارت تتهم النظام السوري بالإغتيال دون طرح إحتمال تورط المخابرات الإيرانية في ذلك.

فمن يراقب ما حصل من إستخدام سياسي لقضية العملاء المزعومين الذين بأغلبهم تم توقيفهم بناء على إتصاﻻت هاتفية إعترفوا بها، يجد بأن هذا الملف تم تضخيمه جدا وتم إستخدامه ﻷهداف سياسية سواء أكان من قوى 14 آذار أو من المسمى حزب الله وحلفاءه. ولكن بالنسبة لإغتيال وسام الحسن، لو كان فعلا توقيف العملاء كان السبب، لكان إستهدف الموساد الإسرائيلي قضاة التحقيق في المحكمة العسكرية في بيروت ولكان إستهدف رئيس المحكمة العسكرية السابق نزار خليل الذي أصدر أحكاما كثيرة تتناسب مع سياسة المسمى حزب الله للتشكيك بالقرار اﻹتهامي الصادر عن المحكمة الخاصة بلبنان. من ناحية أخرى، ليس فقط شعبة المعلومات من أوقفت عملاء في لبنان، بل أيضا مخابرات الجيش والأمن العام أوقفوا العشرات، ومن وضعهم في السجون هو القضاء العسكري المسيس…ومن يتعمق بكيفية وصول الأجهزة الأمنية إلى الأرقام الخلوية التي إستخدمها الموساد وعملائه، يستنتج بأن الموساد الإسرائيلي إما غير خبير بالإتصاﻻت والتخابر أو أنه تعمد إستخدام رقم معروف لدى الأجهزة الأمنية في لبنان ليتم بعدها القبض على عدد من اللبنانيين وإتهامهم بالتجسس وذلك بهدف حرف الأنظار عن العملاء الخطيرين…

لذلك، عملية إغتيال العميد وسام الحسن تم تنفيذها من قبل شبكة تعمل في لبنان وهي على الأرجح شبكة لبنانية مخابراتية، وبإنتظار النتائج الأولية للتحقيقات التي ربما ستؤشر على ما إذا كان النظام السوري ومن يسانده عسكريا في لبنان وراء تنفيذ عملية اﻹغتيال أو أن الموساد الإسرائيلي نفذ الإغتيال عن طريق دخوله إلى لبنان عبر مطار بيروت الدولي بعد أن ركب مع العميد وسام الحسن على نفس الطائرة التي أتى بها من ألمانيا!!! أو أن الموساد الإسرائيلي الذي خسر في حرب تموز 2006 إستخدم العملاء المرضى والعجز لمراقبة تحركات وسام الحسن!!!!

في الختام، تم إغتيال رفيق الحريري عام 2005 وإستمرت الإغتيالات حتى 25 كانون الأول 2008 تاريخ إغتيال المهندس وسام عيد ومن بعدها حصل 7 أيار 2008 بسبب ما إعتبره المسمى حزب الله تهديدا لشبكة الإتصالات السلكية ومن ثم حصل إتفاق الدوحة وتوقفت الإغتيالات وإنتقلت السلطة في لبنان إلى المقاومة بعد أن أطاح ميشال عون بحكومة سعد الحريري وصار اللبنانيون يسمعون بالجواسيس والعملاء في عام 2009 ومن يقول بأن الموساد متورط بإغتيال وسام الحسن، نقول له راجع ما حصل بين شعبة المعلومات ووفيق صفا من إجتماعات وتنسيق عندما دلت الإتصالات على تورط عناصر من المقاومة بالعمالة مع الموساد وعمل المسمى حزب الله على طمس الموضوع ليتبين بعد فترة بأن المقاومة فعلا مخترقة من المخابرات الأميريكية ومن المخابرات الإسرائيلية. فكما كشف وسام الحسن عن عملاء في لبنان، فهو كشف عن وجود عملاء في المقاومة أيضا والمفارقة بأن المقاومة لم تعترف سوى متأخرة بالموضوع.

أضف تعليق