تخطى إلى المحتوى

سقط قنـــــــــــــــاع وليـــــد جنبـــــلاط وهو في الثالثة والستين من عمره…

29 أكتوبر 2012

قبل إغتيـــــال رفيـــــق الحريري في 14 شباط 2005 تم الترويج إستخباراتيا عبر وسائل الإعلام بأن وليد جنبلاط كان على لائحة المستهدفين بعد محاولة إغتيال مروان حمادة، ليتبين لاحقا بأن المستهدف كان الرئيس رفيق الحريري. وسارع حينها وليد جنبلاط إلى إتهام النظام السوري بالإغتيال عبر خطاباته الكلامية وأظهر التأثر والحزن كما حصل على أثر إغتيال اللواء وسام الحسن… ولكن عمليا يتبين بالوقائع بأن وليد جنبلاط يدفع ببعض القوى السياسية إلى المواجهة مع النظام السوري ومع المقاومة وإلى تنفيذ ما لا يتجرأ على فعله، بينما هو في الخفاء ينسق ويخطط مع المقاومة والنظام السوري بهدف حفاظه على السلطة من جهة، ومن جهة أخرى يجاري قوى 14 آذار في بعض الطروحات، ومن ثم يبتعد عنهم بعد أن يكتشف مخططاتهم وينقلها إلى المحور السياسي السوري-الإيراني-الروسي. فتاريخ وليد جنبلاط لا يدل على أنه رجل سياسي وطني أو أنه مقاوم للإحتلال الإسرائيلي، بل تاريخه يدل على أنه يلعب على الحبلين وينفذ أجندات خارجية، ومشهور عنه حبه للمال والسلطة.

في الوقائـــــــــــــــع:
بالعودة إلى الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 قال مصطفى حمدان (رئيس المرابطون حاليا) في بيان له بتاريخ 12 آذار 2012 بأن وليد جنبلاط أدخل القوات الإسرائيلية إلى الجبل مع رش الرز والورود وكان يجتمع بشيمون بيريز في قصره المسمى المختارة بينما القوات الإسرائيلية كانت تحكم حصارها على بيروت وترتكب المجازر فيها. وقال مصطفى حمدان عن وليد جنبلاط بأنه عميـــــل للإسرائيليين…

وبعد الإجتياح الإسرائيلي، ما كاد أهالي بيروت وخاصة أهالي منطقة الطريق الجديدة يعيدون بناء منازلهم من أثر القصف الإسرائيلي حتى شن وليد جنبلاط مع حركة أمل عام 1985 وبأوامر سورية مباشرة حربا ضد المرابطون، وهاجموا منطقة الطريق الجديدة وأحرقوا الجامعة العربية في بيروت تاركين خلفهم دمارا هائلا في المنطقة إلى أن تمت تصفية حزب المرابطون الذي كان يرأسه إبراهيم قليلات. ومن بعدها هاجمت حركة أمل منطقة الطريق الجديدة مرة أخرى سنة 1986 بهدف تصفية حركة 6 شباط التي كان يرأسها المدعو شاكر البرجاوي وإنتهت العملية بعد سقوط عددا من القتلى والجرحى وأضرارا مادية جسيمة. ومن بعد ذلك شنت حركة أمل حربا على المخيمات الفلسطينية بأوامر سورية إستمرت لسنوات…فوليد جنبلاط ونبيه بري حلفاء في السياسة منذ سنين وما زالوا… قتل وليد جنبلاط الكثير من اللبنانيين ودمر المئات من المنازل وأحرق آلاف السيارات وها هو ما زال في السلطة حتى اليوم، وثروته تعد بمليارات الدولارات ويزعم خوفه على لبنان وتاريخه مليء بالزعرنات وإستغلال للسلطة. فأي دولة ستبنى اليوم وأي حوار مع هكذا مستوى من السياسيين المخادعين الذي يلهثون وراء المال والسلطة وتاريخهم مليء بالزعرنـــــــــــــــات وبالعمالـــــــــــــــة للنظام السوري الذي يتعامل مع الإسرائيليين في السر ويزعم بأنه مقاوم لهم وهم على بينة من عمالته. واللافت أيضا بأنه عند توقيف أحد المشتبه بهم بالعمالة، يسارع وليد جنبلاط إلى المطالبة بتعليق المشانق لظنه بأنه بطلبه هذا قد ينسى البعض بأنه هو من إستقبل الإسرائيليين في الجبل بالرز والورود وهو الذي تعامل مع النظام السوري الذي يتهمه بإغتيال والده كمال جنبلاط…

أما مؤخرا، وتحديدا في 5 أيار 2008 ضغط وليد جنبلاط على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة آنذاك وهدد بالإستقالة منها إذا لم تتخذ الحكومة قرارا حاسما بإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير وبمصادرة شبكة الإتصالات السلكية التي مددها المسمى حزب الله. فإنصاعت الحكومة لضغوطات وليد جنبلاط وبدأت أحداث 7 أيار 2008 ووجه من يزعم بأنه مقاومة سلاحه إلى بيروت وهاجم مكاتب تيار المستقبل وأحرق في منطقة الروشة مبنى الأخبار التابع لتلفزيون المستقبل، حتى إمتدت الإشتباكات إلى الجبل، وإستمرت أسبوع إلى أن تراجعت الحكومة عن قراراتها بالقوة بعد مقتل العشرات ومن ثم تم توقيع إتفاق الدوحة الذي من بعده أنتخب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. في 7 أيار 2008 كان وليد جنبلاط في منطقة كليمونصو محاصرا بإتفاق مع المقاومة التي كان عناصرها يطلقون الرصاص في الهواء عمدا عندما يتكلم وليد جنبلاط مع الصحافة بهدف إبعاد الشبهة عنه بأنه خطط ل 7 أيار بالإتفاق سرا مع المقاومة، ولكن ظاهرا دفع بالحكومة التي كان يرأسها فؤاد السنيورة إلى أخذ قرار عام 2008 بتفكيك شبكة إتصالات الحزب ليحصل بعد ذلك الهجوم على بيروت…لم يتكلم وليد جنبلاط آنذاك عن الإستقرار، ولكن اللافت أيضا بأن حسن نصر الله قال في خطابه في 8 أيار 2008 بأن وليد جنبلاط كاذب وقاتل وهاجمه بشدة حتى إبتعدت الشبهة عن الدور السري لوليد جنبلاط مع المقاومة للإنقلاب على سعد الحريري وقلب الحكم في لبنان وتسليم السلطة إلى المحور السياسي السوري-الإيراني بموافقة أميريكية وإسرائيلية وخاصة بعد غزو العراق عام 2003.

بعد ذلك تم إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري في 12 كانون الثاني 2011،وأعلن نجيب ميقاتي رئيسا لمجلس الوزراء في 25 كانون الثاني 2011 بعد أن صوت وليد جنبلاط ضد سعد الحريري متذرعا بخوفه من القمصان السود الذين زعم رؤيتهم في الشوارع في 18 كانون الثاني 2011، وما قضية القمصان السود سوى ذريعة أعطيت لوليد جنبلاط حتى لا يسقط قناعه أمام سعد الحريري وحتى لا تهاجمه قوى 14 آذار، بل حتى بعد إنقلابه على سعد الحريري عمد وليد جنبلاط إلى إستخدام قوى 14 آذار للدفاع عنه في قضية العناصر الحزبية التي إرتدت القمصان السود وزعم وليد جنبلاط بأنه خاف منهم.

وعلى أثر توقيف شعبة المعلومات لميشال سماحة، تحول ملفه إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا الذي يعطيه الأوامر وليد جنبلاط ويجتمع به ويتدخل في عمله، وها هو هذا المسمى قاضي تحقيق لم يصدر حتى اليوم قرارا إتهاميا بميشال سماحة رغم مطالبة رئيس الجمهورية بذلك، ولكن وليد جنبلاط لا يريد ذلك الآن لأنه يعتبر بأن نظام بشار الأسد ما زال متماسكا حتى اليوم.

وعلى أثر إغتيال اللواء وسام الحسن، سارع وليد جنبلاط إلى النطنطة من شاشة إلى شاشة يتهم النظام السوري بالإغتيال ويطالب بتحركات شبيهة بتحركات عام 2005 ومن ثم يتراجع عن ذلك في مقابلته مع الصحافي مارسيل غانم في 25 تشرين الأول 2012 ويعلن عن دعمه لحكومة نجيب ميقاتي تحت شعار خوفه على الإستقرار في لبنان.

هذا هو وليد جنبلاط الذي يظن بنفسه بأنه يفهم بالسياسة وهو الذي يلهث وراء من يدفع له أكثر ولطالما كان عميلا للنظام السوري.
سقط قناع وليد جنبلاط الذي إنقلب على سعد الحريري وإتفق مع المقاومة على 7 أيار وتسبب بتسليم السلطة إلى المحور السوري الإيراني وهو يتفق معهم في الخفاء على مخططات ويظهر في العلن تصريحات تخفي إتفاقاته معهم، وهذا قاضي التحقيق رياض أبو غيدا لم يصدر حتى اليوم قرارا ظنيا بميشال سماحة لأن وليد جنبلاط هيك بدو‏!‏ وتم إغتيال وسام الحسن وما زال وليد جنبلاط يدافع عن حكومة نجيب ميقاتي الذي بحسب وليد جنبلاط لولا القمصان السود لما صوت له.

فالرئيس سعد رفيق الحريري سيعود قريبا إلى لبنان رغما عن وليد جنبلاط وميشال عون وحلفاءه، ولن يكون لوليد جنبلاط أو إبنه تيمور دورا فاعلا في الحكومة هذه المرة أو في السياسة بعد أن سقط قناعــــــــــــــه وهو في الثالثة والستين من العمر…

أضف تعليق