تخطى إلى المحتوى

شكيب قرطباوي يطالب بزيادة السجون بدﻻ من تقليص عدد المساجين

16 أكتوبر 2012

أطل الوزير شكيب قرطباوي نهار اﻷحد في 14 تشرين اﻷول 2012 عبر شاشة تلفزيون الجديد ليطالب ببناء سجون جديدة في لبنان ومعترفا بأن الوضع في سجن رومية مزري جدا وبالرغم من هذا، طلب الوزير من محطة الجديد عدم تلقي إتصاﻻت من المساجين كخطوة إضافية للتكتم على معاناة معظم السجناء وعدم إيصال صوت وجعهم، علما بأن شكيب قرطباوي منتمي للتيار العوني وهو محامي ووزير لما هو مسمى وزارة العدل في حكومة يرأسها نجيب ميقاتي الذي نأى بنفسه عن معاناة معظم اللبنانيين ويسافر من بلد إلى آخر في ظل صمت من وضعه في هذا المركز وخاصة ميشال عون الذي كان يهاجم كثرة أسفار سعد الحريري في السابق.

تصنف لويزيانا في الوﻻيات المتحدة اﻷميريكية على أنها تضم أعلى نسبة مساجين بالنسبة لعدد السكان وهي تقارب ال 1.16%، أما في لبنان إذا أخذنا في عين اﻹعتبار تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة بعدد من اللبنانيين، يسجل نجيب ميقاتي رقم غينيس جديد بنسبة 1.17%، ولكن الدولة اللبنانية ﻻ تنفذ مذكرات التوقيف بسبب عدم وجود أماكن في السجون وتنتقي من تريد سجنه بحسب التدخلات السياسية. وهذه النسبة المئوية حسبت بإعتبار وجود 7000 سجين و «40,000» مذكرة توقيف على اﻷقل وبناء على إعتبار عدد تعداد سكان لبنان 4 مليون.

فعندما يتكلم وزيرا عن إكتظاظ في السجون، فهذا يقول عنه الخبراء بأنه مؤشرا على تدهور اﻷوضاع اﻹقتصادية وقلة اﻷمن في لبنان وإذا إنخفض عدد السجناء، فيقولون بأن هذا مؤشرا على إزدياد اﻷمن وإنتعاش اﻹقتصاد.
فالدولة اللبنانية ﻻ تنفذ مذكرات توقيف عديدة تحت شعار الغطاء السياسي ولكن من جهة أخرى الحكومة تريد هذا اﻷمر لتظهر أمام الدول اﻷخرى بمظهر بأن معدل السجناء منخفض مما يعني بزعمهم بأن اﻷمن مستتب…

فموضوع السجناء والسجون هو مؤشر إضافي على تدهور اﻷمن في لبنان وإنهيار الوضع اﻹقتصادي في ظل حكومة يرأسها نجيب ميقاتي «الملياردير» الذي يسافر بطائرته الخاصة ويوزع إبتساماته على الشاشات بينما معظم الشعب يصرخ من الضيقة المعيشية والبطالة ومنهم من يأكل من المزابل ومنهم من يرمونه في مزبلة سجن رومية.
فبدﻻ من أن يطالب الوزير شكيب قرطباوي ببناء سجون جديدة، فليطالب أوﻻ بتنفيذ القانون 108 بتقليص مدة التوقيف اﻹحتياطي إلى السنة كحد أقصى، أو أن القانون الفرنسي يطبق فقط في قضية داتا أﻹتصاﻻت؟

في الختام، فر من سجن رومية من فر، وبدﻻ من البحث عن الفارين، صار البحث عن خنق من تبقى من مساجين عبر تركيب أبواب فوﻻذية للزنازين وكأن الذين هربوا قفزوا من الزنازين بينما هم خرجوا من أبواب السجن الرئيسية، وبدﻻ من ترك السجناء يتواصلون مع أمهاتهم عبر الهواتف، يعمدون إلى ضبط هواتفهم وتضييق الخناق على الزوار عبر التشدد بالتفتيش إلى حد يصل أحيانا إلى إتلاف الطعام الذي تأتي به اﻷمهات ﻹطعام أوﻻدها. هذا هو لبنان اليوم مع حكومة نجيب ميقاتي الذي بدﻻ من أن يزور السجن بنفسه، ينأى بنفسه عن هذه القضية أيضا ويسافر بطائرته الخاصة بتكلفة تفوق الخمسون ألف دوﻻر للرحلة الواحدة فيما اﻵﻻف من سكان طرابلس يبحثون عن لقمة يأكلونها….وما قضية سجن رومية وطريقة تعاطي الطبقة السياسية معها سوى مؤشر على الفجوة الكبيرة ما بين معظم الشعب والسياسيين الذين ﻻ يهتمون أصلا إلى من هم خارج السجون بل يبحثون عن طرق جديدة لكم أفواه من يعارضهم في السياسة بتهديدهم بالسجن أو سجنهم، فكيف إذا سيتعاملون مع من هم في السجون؟

أضف تعليق